الطلاب يدرسون ....... والعلامه للاهل

الطلاب يدرسون... والعلامة للأهل

جوسلين واكيم

"هيدا صديقك، أحسن مــنــك شــــي؟ ، لــيــك طلع الأول"، "إذا ما بتجيب 20 على، 20 مــا بنسمحلك تحضر وما بنسمحلك"...، "لــيــكــي بــنــت فـــلان، يخز الــعــيــن عــنــهــا، دايـــمـــاً الأولــى بصفها"، "جايب 61 enneyo، m منيح بــس لازم شهر الجايي تجيب 18.".
.moyenne أقـــــوال لــيــســت ببعيدة عــن مــســامــعــنــا فــي هــذا الــمــجــتــمــع، أقــــــوال من شأنها أن تجعل من بعض الــتــلامــذة "مــهــووســيــن" بالعلامة أكثر من التعلم، هوسٍ يحملونه طيلة فترة دراستهم، يبقى معهم حتى يكبروا.
إنطلاقاً مما ذكرناه آثرنا الغور في مكامن هذا الهاجس، للبحث عــن دوافــعــه، تداعياته والحلول ا لممكنة للتخلص مــنــه. فكا ن الــلــقــاﺀ مــع بعض الــطــلاب الذين يــعــانــون هــاجــس الــعــلامــة ومــع الـــ Psychotherapeute نــوال كوكباني.

سمير طالب في الصف الـسابع، يــقــول إنّ الــعــلامــة تهمه كثيراً لأنــه إن لم يــأت بعلامات مرتفعة وجـــيـــدة "ســيــقــاصــص" مـــن قبل والديه، لذلك يحرص على أن تأتي علامته المدرسية عالية "المهم ما إتقاصص" يقول سمير. رشا طالبة في الصف السادس، وهي الأولى في صفها، تقول "إنّ العلامة أساسية، تكسبني احترام أساتذتي وأهلي وحتى أصدقائي" ونضيف "بس إذا سقطت وجبت علامات واطية، ما بعود أحد يحترمني". وهنا يكمن الــســؤال هل بــات الإحــتــرام مرتبط بالعلامة!؟ وقيمة الإنسان مساوية لقيمة علاماته!؟ . بات المجتمع ينظر إلى التلميذ الناجح نظرة الاحترام وإلى التلميذ الراسب نظرة الاحتقار.
وهــذا خطأ بحد ذاتــه فعلى الأهل والأساتذة العمل معاً بشكلٍ جدّي لإيجاد الضعف الــذي يعاني منه الطالب الراسب لأنه ليست هناك علّة بدون سبب.
تقول نوال كوكباني "إنّ المركز التربوي للبحوث قد سبق واعتمد طريقة تقييم لــو استمر العمل بها، لما عــادت العلامة هي الأهم عند الطلاب. هذه الطريقة أوجبت على الأساتذة تقييم الطالب على أساس acquis ou non ...acquis مع اعتماد شرح مفصّل على مسابقة كــل طــالــب بــالأهــداف الــتــي يجب عليه تحقيقها. إلاّ أنّ هذه الطريقة والتي عرفت بالمنهج الجديد قد ألغي العمل بها لأنّها لم تلاق قبول الأهل ولا حتى الأساتذة الذين أهون عليهم أن يضعوا علامة على أن يسترسلوا في تفصيل المسابقة".
بــعــض الـــطـــلاب يــــريــــدون أن يكونوا الأوائــل في المدرسة. وهي من النتائج التي قد يصل إليها (المهووسون بالعلامة). على سبيل الــمــثــال، ريــتــا، طــالــبــة فــي الصف الخامس وهي دائماً الأولــى بين رفاقها تقول "من يكون في المرتبة الأولـــى يــكــون هــو الأحــســن، لذلك أحــاول ألا يكون أحد افضل مني".
واعتبرت نوال أن سبب هذا القول يعود الى الأهل الذين يعمدون الى مقارنة أولادهــم بأبناﺀ غيرهم. وما لا تدركه الأساتذة عند توزيعهم لدفاتر الــعــلامــات مــن خــلال تــلاوة أسماﺀ الناجحين بداية وصولاً الى الأسماﺀ الراسبين له تأثير سلبي على شخصية الطالب. فالنجاح قد يؤدي مستقبلاً الى حب الزعامة، أن يكون هو الأول مهما كلف الأمر حتى لو اضطر الى ايذاﺀ الآخر. بينما الطالب الراسب سيعتبر نفسه فاشلاً لأنه اعتاد على تسميته أو إحساسه بأنه فاشل وبأنه غير قادر على النجاح في شتى الأمور. العلامة
مهمة ولكن لا يجب أن نحولها إلى هاجس قد يوجه أولادنا وطلابنا مستقبلاً نحو وجهة سلبية غير معلومة نتائجها