التخطيط للدرس

التخطيط ... تعريفه، أهميته، أنواعه (إعداد الدرس، وإعداد النفس) نشرة 1
مفهوم التخطيط:
تصور مسبق لتحقيق التوافق والانسجام بين مكونات النظام في الموقف الصفي على نحو يؤدي إلى تحقيق تعلّم مثمر.
والتخطيط هو عملية اقتراح سلسلة من الإجراءات والخطوات لغرض تحقيق هدف أو أهداف متوخاة، وهو مكون من عناصر أربعة هي: الأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقويم.
وإذا كان التخطيط لازماً لأي عمل من الأعمال، فإنه يصبح أكثر لزوماً في عملية معقدة كالعملية التعليمية، لأن التخطيط يساعد المعلم على تنظيم جهوده، وجهود طلبته، وتنظيم الوقت، واستثماره استثماراً جيداً ومفيداً، ويضمن سير العمل في الصف في اتجاه تحقيق الأهداف المرجوة، واستخدام جميع الأساليب والإجراءات، والأنشطة التي تساعد على إنجازها.
والمعلم الذي يخطط لعمله سيكون مطمئناً واثقاً من نفسه، مرتب الفكر والعمل، عارفاً مسبقاً ما سيعمل؟ وكيف يعمل؟ وأين؟ ومتى؟ ومع من يعمل؟ وعارفاً دوره ودور طلبته, ومحدداً النشاطات والخبرات التي يمرون بها، والخطوات التي سيسير الدرس عليها، والوسائل والمواد التعليمية اللازمة، وأساليب التدريس وإجراءات التقويم، ومحدداً الخبرات السابقة للطلبة، وطريقة ربطها بموضوع الدرس، والتطبيقات والتدريبات التي سيقوم بها الطلبة.
التخطيط: أهميته ومستوياته
يشير التخطيط إلى النشاطات العقلية التي تستهدف:
1. التفكير في كيفية ترجمة وتحويل الأهداف التعليمية المنشودة إلى نتاجات فعلية.
2. اتخاذ مجموعة من القرارات المتصلة بتحديد الأعمال المطلوب إنجازها.
3. اختيار من سيقوم بها.
4. تحديد الطرائق والأساليب والوسائل التعليمية الفعالة، واختيارها لتنفيذ العمل.
5. التفكير بالصعوبات التي يمكن أن تواجه الفرد، والبحث عن الحلول لها.
أمور يجب مراعاتها عند التخطيط للتدريس:
أولاً: الصعوبات التي يمكن أن تعرقل سير خطة الدرس، ومنها:
1. الحالة النفسية والاجتماعية للطلبة.
2. درجة استعدادهم ودافعيتهم للتعلم.
3. عدم القدرة على تحديد السلوك المدخلي للطلبة.
4. عدم قابلية استخدام الوسائل التعليمية.
5. حاجة بعض الطلبة إلى إجراءات تعليمية علاجية.
6. انشغال بعض المرافق المدرسية كالمختبر مثلاً بنشاط تعليمي آخر.
7. ظهور بعض المشكلات السلوكية التي قد تعيق النظام الصفي وسير الموقف التعليمي.
ثانياً: أمور تتعلق بالتخطيط لإدارة الصف:
1. تنظيم البيئة المادية الملائمة وإدارتها لحدوث التعلم.
2. التخطيط لتوفير بيئة نفسية واجتماعية تسودها الألفة والثقة.
3. التخطيط لإدارة وقت الحصة من حيث تحديد الوقت اللازم لتعلم كل مهمة.
4. إتاحة الفرصة أمام جميع الطلبة لاستثمار هذا الوقت والابتعاد عن صرف الوقت في قضايا عرضية من شأنها هدر الوقت، كمعالجة المشكلات السلوكية إضافة إلى الاستفادة من أوقات الطلبة خارج غرفة الصف.
ثالثا: أمور تتعلق بالتخطيط لسلوك المعلم التدريسي:
1. ارتداء الملابس الملائمة لطبيعة الموقف التعليمي.
2. مراعاة اللغة المستخدمة، وانتقاء الألفاظ والتراكيب اللغوية التي تبعث على الشعور بالأمن، والاحترام، والكرامة، وتشجيع الطلبة، وتنشيط الحوار.
3. ضرورة ضبط حركات المعلم في الموقف التعليمي، لتكون عامل تنظيم وتفعيل للموقف التعليمي، لا عامل تشتيت وإرباك له.
مبادئ التخطيط الدراسي:
لضمان تحقيق فوائد التخطيط الدراسي، وتوكيد جدواه في التدريس، لا بد للمعلم من مراعاة المبادئ والأسس العامة الآتية:
 الإلمام بالمادة الدراسية مما يسهل تحديد الأهداف.
 فهم الأهداف التربوية العامة، وأهداف تدريس المادة التعليمية بشكل خاص.
 معرفة طبيعة الطلبة الذين يدرسهم، وقدراتهم واحتياجاتهم، وميولهم واهتماماتهم.

مستويات التخطيط:
يمكن تحديد ثلاثة مستويات للتخطيط هي:
1. التخطيط العام.
2. التخطيط الإداري.
3. التخطيط المرتبط بتنفيذ المنهاج.

أولاً: التخطيط السنوي/ الفصلي:
هو تخطيط طويل الأمد زمنياً، يستغرق تنفيذه فصلاً دراسياً أو سنة دراسية كاملة، توصف الخطة السنوية (الفصلية) بأنها بعيدة المدى، وتستند إلى تصور مسبق للمعلم للنشاطات التعليمية، والمواقف التي سيقوم بها وطلبته على مدى عام أو فصل دراسي.
ولإعداد الخطة السنوية ينبغي على المعلم الاطلاع على المنهاج، من حيث أهدافه العامة، محتواه وطرائق تدريسه، والوسائل التعليمية المتوافرة والإمكانات المتاحة وطرائق التقويم، وأن يحدد فئة الطلبة المستهدفة الذين سيتولى المعلم تنظيم تعلمهم.
تقوم الخطة السنوية أو الفصلية على تعيين المادة التعليمية التي سيدرسها المعلم في كل شهر أو أسبوع، ويقوم المعلم بإعداد الخطة السنوية ليوضح فيها خط سير العملية التعليمية على مدار العام الدراسي، لتنظيم عمله في تنفيذ أهداف العملية التعليمية المتضمنة في مناهج المواد الدراسية التي يقوم بتدريسها.
في ضوء ذلك يقوم المعلم بإعداد خطته السنوية، أو الفصلية التي يحاول بها وضع تصور كامل لعملية تنظيم تعلم الطلبة للمادة المقررة، وما تشتمل عليه تلك المادة من موضوعات، ومعلومات، وحقائق، ومفاهيم، ومهارات وقيم واتجاهات. ويساعده في بناء خطته المنهاج، والمقرر الدراسي (كتاب الطالب)، ودليل المعلم، والخطط القديمة، والخبرات الشخصية، وخبرات الآخرين.
وفي هذه المرحلة يقوم العلم بتوزيع محتوى المقرر على مدار أشهر السنة أو الفصل، آخذاً بعين الاعتبار الآتي:
1. طبيعة المادة التعليمية ومحتواها من حيث الكمية، والكيفية، والصعوبة والسهولة، وتنظيمها، وبسياقها المنطقي من حيث الترابط، والتكامل الأفقي والرأسي.
2. الإمكانات المادية، والفنية والبشرية المتوافرة في البيئة المدرسية والبيئة المحلية.
3. احتياجات الطلبة.
4. تحديد الأعياد القومية، والمناسبات المختلفة المتوقعة والواقعة.
5. تحديد العطل الرسمية من خلال النشرة السنوية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم.
6. تحديد تواريخ الاختبارات الفصلية ونصف الفصلية.

عناصر الخطة السنوية:
 الأهداف التعليمية بمجالاتها الثلاثة.
 المادة التعليمية (المحتوى).
 الوسائل التعليمية التعلمية والنشاطات.
 وسائل التقويم المناسبة.
 الزمن اللازم لتدريس الدرس/ الوحدة كماً وتوقيتاً.
 التغذية الراجعة التطويرية.

ثانياً: التخطيط الدراسي:
أهمية إعداد الخطة الدراسية: إذا كان التخطيط والإعداد ملازماً لأي شخص في موقع القيادة والمسؤولية، أو حتى الإنسان العادي فإنه ومما لا شك فيه من أكثر الأمور لزوماً للمعلم، وإذا قلنا أن التخطيط والإعداد لازم للمعلم الحديث التخرج، أو المعلم المبتدئ. فليس معنى ذلك أنه غير لازم للمعلم القديم في المهنة، بل إن المعلم الماهر يُعنى بإعداد دروسه حتى تلك التي قام بتدريسها مرات سابقة، فإذا لم يكن المعلم مدركاً لما سوف يقوم به في مراحل الدروس المختلفة، فالأرجح أن يكون الجهد المبذول مجرد شكل دون مضمون.
ومن خلال التخطيط الدراسي الدقيق المنظم، يحسب المعلم حساب كل خطوة ويقدر لها موقعها قبل الشروع في السير نحو أهدافه، حرصاً منه على ضمان النجاح الأكيد في بلوغها، وحرصاً على تجنب التعثر، والارتباك، ويجعل المعلم يشعر بالاطمئنان والثبات في الصف. كما يساعد الإعداد الجيد للدروس تفادي الكثير من المشكلات الخاصة بالنظام، والانضباط في الصف، ويمنع الارتجال، وصعوبة تحقيق الأهداف المخطط لها.
فالمعلم الناجح هو الذي يعنى بإعداد دروسه، بعكس المعلم غير الناجح الذي يكون هدفه مجرد نقل المعرفة إلى طلبته، دون أي اهتمام بقيمة هذه المعرفة وتأثيرها في نمط تفكير الطلبة.

كيف تُعد خطة دراسية؟
ينبغي أن يحدد المعلم الآتي قبل إعداد الخطة الدراسية:
1. تاريخ تدريس الدرس.
2. عنوان الدرس، وموضعه في صفحات الكتاب.
3. ترتيب الحصة الدراسية في البرنامج اليومي.
4. الصف الذي سيكون فيه الدرس، وهل سيكون الطلبة داخل غرفة الصف، أو في المختبر، أو خارجه في البيئة المحلية كزيارة مصنع، أو رحلة علمية ميدانية.
5. المصادر التي رجع إليها المعلم ليفيد هذا في الرجوع إليه عن الحاجة.
6. أهداف الدرس (الموضوع) التي يراد بلوغها من خلال الأسئلة الآتية:
 بماذا يُعنى الدرس؟
 هل يُعنى بمعرفة الحقائق، والمفاهيم، والتعميمات؟
 هل يهتم بإتقان مهارة ما؟
 هل يهتم بتنمية اتجاهات معينة؟
 هل الأهداف مناسبة لسن الطلبة؟
 هل الأهداف محددة وواضحة؟
 هل تمت صياغة الأهداف صياغة سلوكية قابلة للملاحظة والقياس؟

عناصر الخطة الدراسية:
1 عنوان الدرس (الموضوع): يجب على المعلم أن يدقق النظر طويلاً في عنوان الدرس، وذلك لأهميته في معرفة مجالات التعلم المختلفة، وألوان النشاطات التعليمية التعلمية المناسبة
أهداف الدرس تشير الأهداف إلى النتاجات التعليمية المتوقعة، التي تظهر في سلوك الطالب بعد مروره بالخبرات التعليمية التي يخطط لها المعلم، وهي عبارات تصف ما يتوقع أن يتعلمه الطلبة من خلال الموقف التعليمي التعلمي الذي ينظمه المعلم.
تحديد المتطلبات السابقة (التعلّم القبلي): مما لا شك فيه أن الخطة الدراسية تحتوي على حقائق ومفاهيم ومهارات، واتجاهات تشير إلى نوع التعليم والتعلّم المراد بلوغه، ولا يمكن تعلّم هذه القدرات ما لم يتق الطالب المتطلبات الأساسية (القبلية) لتعلمها. والمعلومات القبلية هي مجموعة المتطلبات الأساسية من الحقائق، والمفاهيم والمهارات والقيم، والاتجاهات التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالموضوع.


اختبار وتحديد الاستراتيجيات، والخبرات التعليمية، وما يستخدم في إطارها من مواد تعليمية وموارد وإمكانات:
 تحديد الحقائق، والمفاهيم التي ترتبط بأهداف الدرس المخطط له.
 تحديد الطرائق والأساليب (الاستراتيجيات) المناسبة لبلوغ الأهداف المخطط لها.
 تحديد دور المعلم والمتعلم في المواقف التعليمية اللازمة.
 تخصيص الوقت اللازم للموقف التعليمي بدقة.
 تحضير المواد والوسائل التعليمية اللازمة.
 إعداد البيئة التعليمية التي سيجري فيها التعليم مادياً، ونفسياً.

نتمنى الاستفادة