يساوي7
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتدى يساوي7 للرياضيات
يمكنك التسجيل لدينا من خلال هذه النافذة لتستفيد أكثر من المواضيع المطروحة
وشكرا جزيلا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يساوي7
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتدى يساوي7 للرياضيات
يمكنك التسجيل لدينا من خلال هذه النافذة لتستفيد أكثر من المواضيع المطروحة
وشكرا جزيلا لك
يساوي7
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرياضيات .. ذلك البحر الواسع(العلاقة بين الرياضيات والتكنولوجيا)

اذهب الى الأسفل

الرياضيات .. ذلك البحر الواسع(العلاقة بين الرياضيات والتكنولوجيا) Empty الرياضيات .. ذلك البحر الواسع(العلاقة بين الرياضيات والتكنولوجيا)

مُساهمة من طرف ابو البراء الإثنين ديسمبر 28, 2009 10:24 am

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاهد تتكرر عبر التاريخ، كانت قصور الخلفاء تتلألأ بالمحافل العلمية، وكانت تستقبل العلماء من مختلف الأجناس وتحتويهم بإنزالهم المنزلة اللائقة بهم. وكانت تتواصل في هذه المجالس أخبار السفارات والبعثات العلمية. هذا الاهتمام باستقبال العلماء والاحتفاء بهم والاستفادة منهم سوف ترونه مشهداً يتكرر عبر حلقات التاريخ لدى كل قوة عظمى أو كل قوة هي في طريقها لبلوغ ذروة العظمة. وإذا ارتحلنا معاً للقرن الرابع الهجري والقرن الخامس فسوف ترون البيروني «ت440هـ» يقوم بالاطلاع المباشر على المراجع المتوافرة باللغة السنسكريتية. لقد ازدهرت الرياضيات عند المسلمين وتقدمت المعرفة عن العصور الكونية الكبرى وقطع المسلمون شوطاً واسعاً في معادلات حساب المثلثات، وعلى سبيل المثال فإن «الكرجي ت430هـ» و«السموأل ت 570هـ» قد انتهيا إلى قوانين الأسس، وعلى عكس ما تقرر الروايات الأوروبية، فقد سبق علماء المسلمين «باسكال» في استخدام طريقة الاستنتاج الرياضي في جمع بعض المتواليات. لقد قام علماؤنا أيضاً- إضافة إلى الابتكار والإضافة الحضارية- بدور الوعاء الحافظ للحضارة؛ ولذا فإنه في كثير من الحالات كانت الترجمات العربية هي المصدر العلمي الوحيد الهائل لما ألّفه عدد من المؤلّفين القدماء، فكان لهؤلاء العلماء المترجمين من أعلامنا، وللبيئة والمناخ العلمي المتقدم، فضل الحفاظ على هذه الكنوز من الإرث العلمي للبشرية، بعد أن ضاعت أصولها الإغريقية، بل قام هؤلاء بالاحتفاظ بالمؤلفات القديمة التي تخطّاها العلم بوضوح، فقاموا بنسخ أصول تلك المؤلفات حتى تظل مكتباتهم العلمية، كما يحدث اليوم، محتفظة بالكتب التي تمثل أصولاً عريقة للعلم القديم. فضّ الاشتباكات بين التراث والتقنية إنني في حديثي هذا أرتحل أحياناً عبر القرون، وألتقط بعضاً من ملامحها فأشهد التحاماً وثيقاً بين « حركة العلم وحركة الصعود» لأنني حريص بتقديمها على فضّ الاشتباك المتوهَّم بين التراث والتقدم، بل بين التراث والتقانة (التكنولوجيا). فإذا كانت التقانة عبارة عن عملية استفادة من النظريات العلمية على نحو تطبيقي، فإن هذه السمة لا تقتصر على العصر الذي نعايشه، بل إنها تمتد بجذورها إلى العصور الخوالي، ولكنها بطبيعة الحال على النحو الذي يناسب كل عصر. وفي الحضارة الإسلامية العربية ظهرت الصلة واضحة بين التراث وبين التقانة (التكنولوجيا) ويكفينا للتدليل على ذلك ما نشر قريباً عن نموذج أبناء موسى بن شاكر في كتابهم «الحيَل»، وهو كتاب شهير في علم الحيل الذي نسميه اليوم «الميكانيكا». وكانت لهذا الكتاب دوماً منزلة خاصة. ويظل محل إعجابنا سواء نظرنا في نسخته الخطية، في نصه العربي المحقق الذي لم ينشر إلا منذ سنوات قليلة أم في ترجماته الألمانية والإنجليزية، التي هي الأسبق صدوراً من نشرته العربية التي أصبحت الآن تحت أيدينا. لقد حوى هذا الكتاب تصويراً دقيقاً، ووصفاً تفصيلياً لمائة آلة بديعة أنجزها بنو موسى بن شاكر لمختلف الأغراض. ولم يتسنّ بطبيعة الحال لبني موسى بن شاكر تقديم هذه «التقنيات» إلا بعد العكوف على «التراث» العلمي السابق عليهم؛ فهم مثلاً أصحاب الفضل في تطوير قانون «هيرون» الهندسي وكان سابقاً عليهم بقرون . وقد قرأت عن الإخوة الثلاثة- أبناء موسى بن شاكر- في مقال نشر في العام الماضي عن مخطوطة كتاب لهم عنوانه «الدرجات المعروفة»: «أن القدماء من أهل اليونان تسلّموا علومهم التجريبية من الهند، ووجدنا لقدمائهم كتباً قد هجرها المتأخرون، لجهلهم كيفية استعمال ما فيها، وبعدها عن أذهانهم، فتكلّفنا التعب الشديد في نقله إلى لغة العرب، واستعنا على ذلك بأفضل ما وجدناه من الناقلين (المترجمين) في زماننا». ويخلص الكاتب من ذلك إلى أمرين: أولهما: أن بني موسى بن شاكر- وهم إحدى العلامات البارزة في تاريخ التقانة- كانوا يولون عناية بالغة للتراث العلمي السابق عليهم. والآخر: أنه لولا تطوير النظريات العلمية آنذاك لما أمكنت الاستفادة العلمية منها على هذا النحو الواسع، وأضيف من عندي أنه قد يتعذر قيام نهضة علمية حقيقية في بلادنا وأمتنا اليوم دون قيام حركة ترجمة شاملة واسعة عميقة مستمرة تتبناها عُصَبٌ من أهل العلم والحضارة والمال، تأخذ على عاتقها هذا الواجب الجليل المحتّم. النجاح منذ البداية إن المجتمع التقني العالمي، وسائر المجتمعات التي تنوي اللحاق أو المنافسة مستقبلاً، تتطلب «استخداماً يومياً لمهارات: مثل التقدير التقريبي، وحلّ المسائل وتفسير البيانات والقياس والتنبؤ، وتطبيق الرياضيات على المواقف الحياتية». وكذلك فإن احتياجات المجتمع المتجددة، وانفجار البيانات الكمية سوف يستدعي أكثر فأكثر ميلاد أجيال جديدة تنجح منذ خط البداية في التعرف إلى الأولويات الخاصة بالمهارات الرياضية الأساسية. وإنني من الجانب النظري والجانب العملي أيضاً لا أخفي اهتمامي بخطوات البداية؛ فإنه يترتب عليها مواقف الطلاب من العلم بعامة ومن فروعه المختلفة- ومنها الرياضيات- بخاصة، تلك التي تتلفع في نظر المجتمع العام والمجتمع الطلابي خاصة بالصعوبة والغموض إلى حد الاغتراب أو الإعراض أو اليأس منها(!) في كثير من الأحيان. إن معالجة القضايا التي ظلت لزمن طويل غير ذات بال للمجتمع ستقع في أغلبها على عاتق علماء الرياضيات ثم من يليهم من القائمين على تعليمها، وجهودهم المنظمة المتجددة الناقدة المطوّرة الواعية في هذا السبيل. إن هذه المعالجات لقضايا المجتمع ستقضي على تلك النظرة الزائفة التي تقدم الرياضيات على أنها علم نشأ في برج عاجي لا صلة له بالحياة العملية وبالنشاط الإنتاجي للإنسان؛ فمن المؤكد أن دراسة تاريخ العلوم وتاريخ الرياضيات توضح أن ازدهار الحضارات قد ارتبط بازدهار العلوم الرياضية. إننا نَدْرس الرياضيات، وندرّسها لأبنائنا، وينبغي أن نستفيد من أهم ما تمنحه دراسة الرياضيات لصاحبها: تصحيح عملية التفكير. إن دارس الرياضيات ينبغي له أن يتعلم منها- إلى جانب التفكير الصحيح- الخلق الحسن، والصبر، والأناة...إلخ، فالمسائل المعقدة تحتاج حتى تُحلّ إلى صبر وإعمال فكر، والخطوط والزوايا والأرقام لا تصيح، ولا تعضّ، ولا تتأثر بالترغيب والترهيب، فالحقائق موجودة هناك، ومن يبرهن عليها، ويكشفها بنور العقل تمكّنه من نفسها، ويقدر على تسخيرها والانتفاع منها. ثم إني أودّ التركيز على إبراز أهمية قدرة المعلمين على تقويم مستوى الطلاب، والتوصّل إلى حكم صائب على قدراتهم، ويسبق ذلك- بكل تأكيد- التثبت من فهم المعلّمين أنفسهم للمواد التي يقومون بتدريسها في مجال الرياضيات، ومن قدرتهم - في الوقت نفسه- على الفهم الواسع العميق لطلابهم؛ فكيف يتسنى لمعلم أن يقوم بتقويمٍ ما لطلابه مالم يكن مزوّداً بالمعرفة الكافية لكل من طالبه ومادته. بل كيف يتسنى لنا إدراك ما يعتري العملية التعليمية من صعوبات في المناهج أو تطوير طرق أدائها مالم يكن المعلّم-وهو الواقف في المواقع الأمامية -راغباً وقادراً على تقويم ما يحدث أمامه فيما بين المنهج والمتعلّم. إنني أتوقع أن تجعل جمعية الرياضيات من ضمن إسهاماتها، إبراز البيئة على أنها عنصر مكاني محفّز لدراسة الرياضيات، عن طريق الحوار بشأن المناهج التي تتفاعل مع البيئة المدرسية وما حولها. إن مسؤولية الجمعية أن تجعل مناهج الرياضيات في مراحل التعليم كلها مناهج متطورة مناسبة، ومقرراتها مفهومة ومكتوبة بلغة ميسّرة. وأن تعمل على تطوير معلّم الرياضيات، وذلك ببذل الجهد في البرامج التدريبية، وورش العمل. ثم إنني أيضاً من أنصار تشجيع إقامة نواد للرياضيات في كل مدرسة، بالتعاون مع المختصين في الوزارة وإدارات المدارس التي تقوم فيها تلك النوادي. وأظن أن مثل هذه النوادي ستفتح أوسع الأبواب لتذوّق وتشجيع وحفز الهمم لدراسة الرياضيات: أولاً: بإبراز قيمتها في حياتنا العملية، وفي العالم، وفي صناعة المجتمع، وإغنائه وتقدمه، مراعين القيمة العظمى لإثارة وإبراز التحدي الحضاري الذي يواجهنا. وثانياً: بإحياء التاريخ العلمي الحضاري في أمتنا بالتعرف الدقيق على علمائنا، خصوصاً في الرياضيات، في مختلف العصور، وعلى منجزاتهم الثمينة في هذا المجال، وإثبات آثارها في الحضارة الحالية، وذلك بالتغذية المكتبية المتخصصة، والندوات، والمسابقات، والجوائز، وتشجيع أعضاء هذه النوادي من الطلاب على إعداد البحوث عن علماء الرياضيات من العرب والمسلمين، وعلى محاضرة زملائهم في موضوعات الرياضيات وآثارها العملية في الماضي والحاضر واحتمالاتها المستقبلية، ودعوة رجال الإعلام للمشاركة في إثارة الاهتمام بالرياضيات. وثالثاً: باتخاذ تلك النوادي فرصة ثمينة لاكتشاف الموهوبين، وتوجيه من تُكتشف استعداداته في هذا المجال، بل وتتبّعه خلال السنوات التالية امتداداً للدراسة الجامعية وما بعدها، بحيث يستمر التواصل بين هذه النوادي وطلابها، حتى لو وصلوا إلى درجة الأستاذية والابتكار العلمي والاختراع العملي فيما بعد.
ابو البراء
ابو البراء
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 1396
تاريخ التسجيل : 13/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى