كيفية تحسين التعليم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في كثير من المؤتمرات والندوات تطرح قضية تحسين التعليم ، وكيف نعمل على تحسين الاداء وهل المشكلة في المعلم ام الطالب ام ولي الامر ام المنهاج ام .......ام.......الخ
ولمعرفة اين تكمن المشكلة نبدأ اولا في طرح المثال التالي :
في عهد علي بن ابي طالب جاء يسأله احد الجند " يا علي ، لماذا كانت الفتوحات في عهد الخليفة عمر بن الخطاب اكثر من عهدك وافضل ؟
فأجابه علي رضي الله عنه قائلاً : في عهد عمر كان الخليفة عمر وانا كنت جنديا ، اما في عهد علي فأنا الخليفة وانت الجندي
من هنا نستطيع ان نأخذ العبر ونتعلم الكثير ممانلم نتعلمه في الجامعات والمدارس وغيرها الا وهي معرفة الذات واين نحن من الحقيقة وان كانت الحقيقة مرة مثل العلقم .
ففي الاونة الاخيرة طرحت قضية التراجع الاكاديمي والعلمي في اكثر من مؤتمر واكثر من اجتماع ضم الاعلام والوزارة والوزارات الاخرى ومديريات التربية وغيرها وفي كل مرة تخرج هذه الاجتماعات لتحمل طرفا دون غيره المسؤولية في عملية التراجع الاكاديمي والعلمي ناسية او متناسية الاصول التربوية والاولويات في عملية التقييم
وعند مقارنتنا للتعليم بين عهدنا الان والعهود المنصرمة نجد الفروقات الجمة والمتشعبة على اصعدة مختلفة
فما الذي اختلف بين الامس واليوم ؟ هل تغيرت القيم ؟ هل تغير الجيل المربي ؟ اين ما تعلمناه من ابائنا وامهاتنا؟
هل ما علمنا إياه آباؤنا كان غير صحيح ؟ وهل ما تعلمناه من قيم واخلاق كان خطأ ؟ وهل ما تعلمناه من علم الحساب والجبر والتعليم الصناعي وغيره كان هباءً ؟
فقبل وضع اللوم على المعلم وكيف نفكر في تعليمه من جديد وكأن ما تعلمه من الجامعة والخبرات كان ليس صحيحاً - وفي هذه الحالة يجب اعدام الجامعة التي خرجت هذا المعلم – وقبل وضع اللوم على المدرسة التي فشلت في تعليم هذه الاجيال لا بد من النظر وبتمعن الى امور عدة اهمها :
اولا : المجتمع : وهنا لا بد من المقارنة بين الزمن الذي عاشه اباؤنا بكدهم وشقائهم وصبرهم لخلق جيل يعتمد عليه لبناء اسس مجتمع صالح طال حلمهم لبنائه وبين جيل خلفوه بدأ ينقض بناء ابائه متناسيا كدهم ووعرق جبينهم من غير قصد الا انهم نسوا او تناسوا المباديء التي انشئوا عليها فلقد عزموا على تدريب ابنائهم على كيفية اقتناص الفرص واستغلال الوطن وموارده من اجل مصلحة خاصة بعيدة كل البعد عن الهدف السامي الذي عاش لاجله اباؤنا
ثانيا : القيم : القيم التي تعلمناها كثيرة مصدرها ديننا الحنيف ، ومن اهمها الاحترام ، فمنذ نعومة اظفارنا تعلمنا كيف نحترم الكبير ونحمل العرفان والتقدير لمن علمنا الحرف وكم خجلنا ان نقابل معلمينا في الشارع فنسلك طرقا اخرى خجلا وتبجيلا لمعلمينا والفرق بيننا وبين الاجيال اليوم واضح جلي كوضوح الشمس في كبد السماء فاليوم نجد الاب اول من يسب المعلم اذا حدث بعض سوء الفهم ونجد اول المتصدين للمعلم هو الاب الذي من المفروض ان يكون اول خط دفاع في العلاقة بين الابن والمعلم ، فلطالما سمعنا عبارات العرفان والشكر البسيطة من ابائنا وكم سمعنا عبارة ( احنا اللحم وانت السكين ) وليس الاباء لحما وليس المعلم سكينا ولكن هي عبارات عفوية صادقة كان يقولها اباؤنا لانهم قصدوا ان يروا نصب اعينهم رجالا يعتمد عليهم بخلاف اباء اليوم الذين يحرصون كل الحرص على مشاعر ابنائهم وليتهم يفعلون
ثالثا : المتعلم : المتعلم هو اهم عنصر من عناصر نجاح العملية التعليمية وتقع على عاتقه المسؤولية الاكبر في الوصول الى هدفه التعليمي لكننا وبكل اسف نجد الطالب بعيد كل البعد عن هذه الغاية بالرغم من تظافر الجهود في تأمين اسباب النجاح من اساسيات وثانويات التعليم . فلو امعنا النظر وقارنا بين طالب الامس وطالب اليوم لوجدنا ان نسبة المتعلمين سابقا كانت قليلة ولكنهم وصلوا بجهدهم ومثابرتهم الى هدفهم بالرغم من صعوبة وقسوة الظروف التي عانوها كبعد المدرسة وعدم الامكانيات المادية واليوم يتوفر للطالب كل الامكانيات فالمدرس قريبة تكاد تكون ملاصقة لبيوتهم وكذلك المعلمين المتخصصين والقانون الذي يكفل حق الطالب ، كل هذا لم يكفل وجود الطالب الذي نطمح بوجوده وهنا نعود الى مسؤولية الاسرة في متابعة هذا الامر .
وهنا تكمن اسباب كثيرة يطول البحث فيها لمعرفة اسباب نجاح السابقين واخفاق طلاب اليوم . فربما يكون لكل طالب دافع للتوجه او عدم التوجه لمقاعد الدراسة وتلقي العلم .
رابعاً : المنهاج
يتبع في الحلقة القادمة باذن الله تعالى